fbpx

5 طرق لتَعَلُّم تقبُّل عدم التيقُّن

learning to embrace uncertainty

تتميّز الحالة الرّاهنة في العالم إلى حد كبير بعدم التيقُّن. أن نجد أنفسنا فجأة في منطقة غير مألوفة، وألا نعرف ما يخبّؤه لنا المستقبل، قد يؤدّي إلى إحساسنا بعدد من المشاعر غير المريحة. عندما يتحوّل العالم الذي كان مألوفًا ومتوقّعًا الى عالمٍ مليئٍ بالمجهول، من السّهل أن تشعر بأنّه خارج عن السّيطرة.

يرى الكثير منّا أن العالم من حولنا مستقرٌ بشكلٍ عام . نجد أنّ فكرة الاستقرار هذه مريحة، وأن فقدان الإحساس بإن الأمور من حولنا تحت السّيطرة يمكن أن يدفع بمشاعر الخوف والقلق والغضب والارتباك وحتى الخسارة بأن تطفو إلى السّطح، لأنّنا نحزن ونأسف على أجزاء من حياتنا كانت موجودة ولم تعد. لكن في وسط كل هذا الانزعاج يكمن كنزٌ خفيّ: فرصة لتنمية قدراتنا على التّقبُّل والتكيف مع هذا العالم دائم التغيّر. عندما نخرج من الأرض المألوفة ونتقبل المجهول، ينفتح في داخلنا عالم مليء بالفرص والإمكانيّات.

ما يدعو للتفاؤل هو أن التأقلم مع فكرة عدم التيقُّن، على الرّغم من أنه ليس بالأمر السهر، إلا أنه أمرٌّ طبيعي تمامًا والمشاعر المصاحبة لذلك طبيعية أيضًا.

محتوى المقالة:

  • المجهول: جزءٌ طبيعيٌّ من الحياة
  • طرقٌ تساعدك على التأقلم مع عدم التيقُّن
    • اشعر بمشاعرك
    • حدّد ما يُمكنك وما لا يُمكنك التّحكم به
    • أعدْ التّواصل مع الأساسيّات
    • اغتنم الجوانب الإيجابيّة لتطوير مهارات جديدة
    • احصل على الدّعم الذي تحتاجه

المجهول: جزءٌ طبيعيٌّ من الحياة

مواجهة المجهول جزء متأصّل من الحياة. أن تكون متصالحًا مع عدم التيقُّن هي مهارة حياتيّة مفيدة للغاية، ومن المهمّ تطويرها. في الواقع، إنّ القدرة على تحمّل عدم المعرفة مربوطة بشكلٍ مباشرٍ بقدرتنا على الشعور بالرّضى والرّاحة.

ماذا سيحدث إذا بقينا حاضرين مع هذا الشعور، بدلاً من تجنب خوفنا من المجهول وقمع المشاعر التي قد يثيرها لنا؟ إن عدم التيقُّن هو ببساطة محطّة ضمن عملية تغيير أكبر. أننا نخرج من منطقة الرّاحة الخاصّة بنا إلى منطقة عدم التيقُّن، وأخيرًا إلى مرحلة جديدة وأكثر تطورًا من الوجود. لكن هذا يتطلب منا العمل من خلال مخاوفنا بدلاً من السماح لهذه المخاوف بالتّحكّم في النّتائج.

دعونا نلقي نظرة على بعض الطّرق التي تساعدك على التأقلم مع عدم التيقُّن.

طرقٌ تساعدك على التأقلم مع عدم التيقُّن

اشعر بمشاعرك

إدراك أن موقفًا ما خارجٌ عن سيطرتك قد يثير بداخلك مشاعر من الخوف والقلق والحزن: العواطف التي تعوّدنا على قمعها. بدلًا من أن تقمع مشاعرك هذه، حاول أن تسمح لهذه المشاعر بالتعبير عن نفسها دون مقاومتها، لأن مقاومة هذه المشاعر لن ينتج عنا إلا تفاقم شعور الخوف بداخلك. حاول أن تكون متعاطفًا مع ذاتك وألا تصدر أحكامًا سلبية على نفسك وأنت تمر بهذه المشاعر.

إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تحاول أن تُدرِّب نفسك على تقبُّل هذه المشاعر، ففقد يبدو هذا التدريب غير منطقي؛ حيث أننا تعلمنا الاعتقاد إلى حد كبير بأن مثل هذه المشاعر يجب تجنّبها، أو أنها مؤشّرٌ أن هناك خطأ ما فينا. إذا لم تكن متأكدًا من أين تبدأ، بإمكان استشاريّ صحّة نفسيّة معتمد أن يساعد في إرشادك خلال هذه العمليّة.

حدّد ما يُمكنك وما لا يُمكنك التّحكم به

الشعور بأن كل شيءٍ تحت السيطرة ما هو إلا وهمٍ نصنعه لأنفسنا. الحقيقة هي أن الكثير من أمور الحياة خارجة عن سيطرتنا – قد تتغيّر الأشياء من حولنا في أي وقت.

قم بعمل جَرْدٍ لما يحدث في حياتك في الوقت الرّاهن، وحاول تحديد ما هو تحت سيطرتك وما لا سيطرة لك عليه. لا يمكنك أبدًا التحكم في كل يحدث حولك، ولكن يمكنك التحكم في استجابتك أنت للتغيرات من حولك. فمثلاً، يمكنك أن تختار أن تطَّلع على آخر الأخبار باستمرار وأن تركِّز على المخاوف بشأن المستقبل وما قد يحدث، أو يمكنك أن تختار تجهيز نفسك للتغييرات الراهنة بصورة منطقية قدر استطاعتك، بدون تهويل أو مبالغة.

على سبيل المثال:

  • قد لا تتمكن من الذّهاب إلى صالة الألعاب الرّياضيّة، ولكن يمكنك ممارسة الرّياضة في المنزل.
  • قد لا تتمكن من العثور على بعض المنتجات الصّحية، ولكن يمكنك الحفاظ على نظافتك الشخصية عن طريق غسل يديك جيدًا وتجنّب لمس وجهك.
  • قد لا تتحكم في قرارات أفراد عائلتك، ولكن يمكنك أن تطمئن عليهم بانتظام لمعرفة ما إذا كانوا يتّخذون الاحتياطات الموصى بها، وأن تتأكد من أن لديهم كل ما يحتاجونه للقيام بتلك الاحتياطات.
  • قد لا تتمكن من الخروج في الوقت الحاليّ، ولكن يمكنك التّأكد من التعرض إلى أشعّة الشمس بالقدر الكافي أو الاستمتاع بالمناظر في الهواء الطّلق، أو الاستماع إلى أصوات تسجيليّة للطّبيعة كل يوم.
  • قد تكون العوامل الخارجية في حالة تغيّر مستمر، ولكن يمكنك وضع روتين يومي لنفسك يساعدك في الوصول إلى إيقاع وفي إنجاز المهام عندما تشعر بتحسّن.

أعدْ التّواصل مع الأساسيّات 

استخدم هذا كفرصة لإعادة تقييم أساسيّات حياتك الأكثر أهميّة لديك، مثل العلاقات الاجتماعيّة والعناية الشخصية. قد تجد أن أولوياتك قد تبدّلت لتعكس قِيَمك بشكل أكثر واقعيّة، وعند النّظر إلى الصورة الكاملة قد تجد أن العديد من مصادر قلقك في الواقع لم تكن شديدة الأهميّة. على سبيل المثال، قد تدرك أن قضاء المزيد من الوقت مع عائلتك يساعدك على الشعور بالثّبات، وأن الأمر يستحق أن تتخلى عن تلك الساعات الإضافية التي تقضيها عادةً في العمل.

اغتنم الجوانب الإيجابيّة لتطوير مهارات جديدة

عندما يكون باستطاعتك تنمية قدرتك على تقبُّل عدم التيقُّن، فإنك أيضًا تزيد من قدرتك على التّكيُّف والتّأقلم – أي أنك تنمي مهارتك على التّكيّف مع الظّروف الجديدة. يُمَكّننا هذا النّوع من المرونة من تغيير أتّجاهنا بسهولة أكبر والتعامل مع المستقبل بعقل أكثر انفتاحًا وتفاؤلًا.

هذا لا ينطبق فقط على فيروس الكورونا، لا بدّ لإحساس عدم التيقُّن أن يتكرّر في مراحل مختلفة طوال الحياة. إذا كنت تستخدم هذا التّحدي كفرصة لإضافة مهارات جديدة إلى مجموعة مهارات الصّحة العقليّة الخاصّة بك، فتأكّد من أن هذه المهارات سترافقك وتساعدك بقية حياتك – وستكون هذه المهارات جاهزة في المرّة القادمة التي تحتاج إليها.

احصل على الدّعم الذي تحتاجه

إذا كنت تعاني من القلق والجزع بشأن المستقبل، فإن بإمكان أيادي مساعدتك في بناء الأدوات التي تحتاجها لتتخطى هذه المرحلة وما بعدها بصحة نفسية جيِّدة. استشاريونا المتمرّسون موجودون هنا للاستماع إلى ما تمر به وتقديم التّعاطف والتّفهّم والإرشاد.

قم بتنزيل تطبيق أيادي للتواصل مع استشاريّ صحّة نفسيّة معتمد اليوم.